Monday, August 25, 2008

الحال العاشر




الحال العاشر
حوار سيدنا الخضر مع سيدنا موسى
(فإنطلقا حتی إذا ركبا فى السفینة خرقها ، قال أخرقتها لتُغرق أهلها ، لقد جئت شيئاً إمراً) 71 سورة الكهف

كُلنا نعرف هذه الأیات وما حدث مع سیدنا الخضر وسیدنا موسی.
قصة خرق السفينة وقتل الولد وبناء الجدار ...
فى هذه الأیات توجد شفرة مهمة جدا وهى : (قال إنك لن تستطیع معى صبراً) 67 سورة الكهف
حیث كانت تمنع سیدنا موسی من مجادلة سیدنا الخضر ... لماذا ؟

حدثت هذه القصة مع سیدنا موسی لأنه من بنی اسرائیل !!!!
وهم من أكثر الناس الذین یستطیعون أن یستخدموا العقل أو بالأحری الحجج والأسباب ...
أكید لولا هذه الشفرة لكان قال سیدنا موسی حتی بعد أن عرف الأسباب : لماذا تخرق السفینه وتُعذب الضعفاء ؟
الأحسن أن یموت الملك ویتحرر الناس من ظلم هذا الظالم ؟
لماذا أعطی الله هذا الطفل الطالح لهؤلاء الصالحین ومن ثم تقتله أنت كی لا یُعذبهم ؟
ولماذا أخذ الله الوالدین من هذان الطفلان ومن ثم جعل لهم كنز حتی یبنی علیه جداراً ؟

هذه قصصنا الیومیة ، كل یوم نواجه مثل هذه القصص ولا نعرف سببها ونتأمل الخیر فیها (عسی أن تكرهوا شیئا وهو خیر لكم).

إذن ما هو الحال الذى ترویه لنا هذه الأیات ؟

1- اذا واجهت مشاكل ومصائب إفعل أى شئ مُمكن ولا تنتظر معجزة من الله.
أحیانا الحل یكون بسیطا ولا یحتاج إلی تعقید كبیر ...
بمعنی أنه خَرق صغیر مُمكن أن یُزیل ظلم كبیر ...

2- لا تتصور إذا كنت مُؤمناً وصالحاً فإن الله لن یمتحنك فى أولادك أو أموالك !!!
بمعنی .. إذا كُنت صالحاً ومؤمناً فیُمكن أن یكون هناك أشخاص غیر مؤمنین فى نفس السُلالة
ولهذا یأتى طفل غیر صالح أو مُعاق حتی ینظف هذه السُلالة.
أكید الحكم علی الصلاح والطلاح لا یأتى من البشر ... لأن أحكامنا تتأثر بطریقه حیاتنا.
فسیدنا إبراهیم لم یكن خلف صالح لأبيه !!! هذا من وجهة نظر أبيه.
وكذلك مریم العذراء تحملت الكثیر من الذم والتأنیب لما حدث معها !!!

3- وكذلك یجب أن تعرف أن هناك أشیاء كثیره مثل الكواكب والمجرات والسُلالة التى تؤثر علی أولادنا.
بالرجوع لقصة سيدنا الخضر مع سيدنا موسى ...
لا توجد أى معلومة عن هذا الطفل الذى قُتل !! كیف كان ؟
(كنت أتمنی أن یبعث الله سیدنا الخضر لكل من هتلر ونابلیون وكل من یعمل علی الحرب والدمار).
كذلك الإنسان یتأثر بالكواكب ... یعنی لو كان كوكب المریخ فى السماء حین یولد الطفل سیكون هذا الطفل مُحاربا وعدوانیاً ...

4- نتعلم أیضا أنه إذا أصابنا مكروه فلا نفقد الأمل ...
أكید فى داخل كل شر .. هناك خیر موجود فیه ولكن لا نراه.
یعنى أنه مثل الكنز مدفون ویمكن أن تتعرف علیه بعد سنین.

5- هناك حكمة بین هذه الأیات ... وهى أن الله رحیم.
والرحمة أعلی من العدل ...
إذا أردت ان تكون عادلا فیجب أن تضع قوانین وشروط صارمة.
مثل قوانین المرور !!!
قف هنا وإنحدر من هنا وأبطئ هنا وأسرع هنا ...
واذا لم تُتبع القوانین تعُمَّ الفوضی .. لأنها قوانین عادلة تشمل الجمیع.

ولكن الرحمة موجودة حتی فى الفوضی ...
إرجع إلی خلایا جسمك إذا أحسست بألم فى أى مكان .. ماذا تفعل ؟
تضع یدك علی موضع الألم وتحسه أكثر من باقى الأیام ...
وهكذا بالنسبه لأى مكان یُوجد فیه شر .. فتجد ید الله فوق أیدیهم.
وهكذا يحدث التوازن ...

إن الله أعطی الإنسان الحریة والإرادة ووضع الرحمة ...
ورحمته سبقت عدله


منقول من بيت الشفاء

No comments: