Monday, May 26, 2008

النورس العجوز



النورس العجوز

أ.د. يحيى الرخاوي
أنهكًنـِى ‏التحليُق‏ ‏فى ‏سمائِها‏ ‏اللعوبْ
أنهكنِى ‏نجاحِىَ ‏الدؤوب
وصخرتِى ‏تودّع‏ ‏الصلابهْ ‏
‏ ‏لكنّها‏ ‏لا‏ ‏تنكسر
..........
أريدُ‏ ‏والدى
أريده‏ ‏يحول‏ ‏بينها‏ ‏وبينى ‏
أرُيد‏ ‏سجَّانا‏ ‏يفك‏ ‏قيدى، ‏
‏ ‏إذ‏ ‏يُِِـحكم‏ ‏الأقفَال‏ ‏لا‏ ‏أضيعُ‏ ‏حرّا
أريد‏ ‏أن‏ ‏أنام‏ ‏فى ‏حضن‏ ‏التى ‏ترانى:‏
‏كما‏ ‏أنا‏ ‏
‏ ‏فرخًا‏ ‏صغيرا‏ًً ‏لائذا‏ًًًً ‏بعُشـَّـهِ
لا‏ ‏فى ‏الأعالى ‏حيث‏ ‏يحسَبُون‏ ‏
لم‏ ‏ينمُ‏ ‏بعدُ‏ ‏ريشُهُ‏ ‏فلم‏ ‏يَطِر‏ ‏أصلا‏ًً ‏
فكيف‏ ‏تبحثون‏ ‏عنه‏ ‏فى ‏السماء‏ ‏أيها‏ ‏القساهْ
أريد مَنْ ترانى فاتحا منقارىَ الطرىّ
القُطُ من منقارها الحنانَ والأمانَ الحياهْ
أريد أنطوى تحت الجناحْ
أعبر الفيافى دون أن أحلّقْ

أريد‏ ‏خيزرانة
تفيقنى: ‏أرى ‏بها‏ ‏حدودي
أريد‏ ‏جلادا‏ ‏يحول‏ ‏دون‏ ‏قَتلي
‏‏يأبى ‏أضيعُ‏ ‏وسْـطَ‏ ‏وهم‏ ‏ذاتِـى
لا‏ ‏تضحكوا‏ ‏على ‏طفل‏ٍٍ ‏غريرٍ‏ ‏صدّق‏ ‏الأكذوبهْ
لا‏ ‏تخدعوه‏ ‏تتركوه‏ُُ ‏فى ‏سمائها‏،‏
والخيط‏ ‏فى ‏أيديكُمُو‏ ‏كأنه‏ ‏المشانقُ‏ ‏الخفيّة‏.‏
‏ ‏لا‏ ‏تزعموا‏ ‏بأنه‏ "أرادْ"
قد‏ ‏أنهكتْـهُ‏ ‏لــُـعبة‏ ‏الصعودِ‏، ‏والسراب‏ُُ ‏يسبقهْ‏،‏
يغمرُه‏ ‏الدُّوار‏، ‏والفراغُ‏ ‏يخنُـقهْ
قد‏ ‏آن‏ ‏أن‏ ‏يحُطَّ‏ ‏فوق‏ ‏أرضكمْ‏- ‏
‏لا‏ ‏ترجموهُ‏ ‏كهلا‏.‏
إنْ حَطّ ‏تدفنوه‏ ‏دون‏ ‏معـزَى،‏
تأكله‏ ‏الديدان‏ ‏وهو‏ ‏بعدُ‏ ‏حيّا‏.‏
لا‏ ‏لن‏ ‏يعودْ
أسنة‏ ‏الرماح‏ ‏مُشرعة
تملأ‏ ‏وجه‏ ‏الأرض‏ ‏والقلوب
لم‏ ‏يبق‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏يظلّ‏ ‏فوق‏ ‏الفوق‏ ‏ضائعا
‏‏وكلُّ‏ ‏ما‏ ‏يشُدّه‏ ‏يذوبْ
فتختفى ‏السماء‏ُُ ‏فى ‏الضياءْ
ويختفى ‏الضياُء‏ ‏فى ‏الغروبْ
يتوه‏ ‏فى ‏دوائرِ‏ ‏الصباح‏ ‏والمساءْ
‏ ‏يواصلُ‏ ‏التحليقَ‏ ‏صاعدا‏ ‏معانِدا
لكنّه‏:
‏ما‏ ‏عاد‏ ‏يسـتطيع‏ ‏
‏ ‏ما‏ ‏عاد‏ ‏يستـطيع

الإسكندرية: 23/5/ 1996‏

No comments: